بيت لحم في زمن الميلاد بين الألم والأمل
2020-12-16 07:53:51
استبدلَ الحلةَ القشيبةَ التي تزدانُ بها مدينةُ بيت لحم عشيةَ عيد ِالميلاد ، هدوءٌ يحملُ في ثناياه مشاعرَ الاحباطِ والانعزالِ في المنازل ، في ظلِ الأوضاعِ الراهنة والناتجةِ عن الإغلاق ِالشامل للمدينة من قبل ِالسلطةِ الفلسطينيةِ ضمنَ سياستِها للحدِ من انتشارِ الوباء.
تتجهُ أنظارُ العالم ِأجمعْ في زمنِ الميلاد الى المكانِ الذي ولد فيه ربُ المجدِ يسوعُ المسيح، لكنَّ هذا العام سيكونُ مختلفا تماما عن كل ِعام، حيث رصدت كاميرا المركزِ المسيحي للإعلام ، معاناةَ المجتمع ِالمحلي الذي آلمه غيابُ الحجاج ِعن المدينة لأكثرَ من تسعةِ شهور ، مما أثر سلبا على الحياةِ المعيشية والمعنوية، فثمانون بالمئة من سكان ِمدينةِ بيتَ لحم يعتمدون بشكلٍ أساسي على القطاعِ السياحي.
روني طبش
صاحب محل بيع تحف شرقية - بيت لحم
كل هذه المحلات المغلقة الذين ترونها هي محلات سياحية، تعتمد في الدخل على السياحة، كان يمر من هذا الشارع قرابة الأربعة آلاف سائح يوميا. لقد مرت بيت لحم في الماضي بظروف صعبة، ولكن هذه المرحلة هي الأصعب على الإطلاق بسبب الوباء، لقد اضطررنا الى اغلاق المحل مدة تسعة شهور وحتى اللحظة.
فكتور طبش
صاحب محل بيع تحف شرقية - بيت لحم
نحن نأمل أن يحن الله علينا ليس لأجلنا نحن كبار السن، فقد أتممنا دورنا في الحياة، ولكن لأجل أبنائنا وأبناء أبنائنا الصغار الذين سيخرجون للحياة قريبا.
ضحى البندك
مديرة فندق جراند - بيت لحم
عندما لا تجد عملי، أو مدخولי، أو أمانי، أو استقرارי، كل هذا يؤدي الى بدء التفكير باتجاه آخر، الخوف هو ليس على هؤلاء الذين أسسوا حياتهم، وإنما على أبنائنا، لقد بدأوا فعليا التفكير بإيجاد مكان يضمن لهم حياتهم بكرامة، لقد بدأوا التفكير بالهجرة.
سامح اليتيم
صاحب مطعم - بيت ساحور
أنا رب أسرة ولي ابنتان، لدي مطعم صغير أعيش من أرباحه، لكنه مغلق الآن، كيف لي أن أعيش؟ ليس لدي دخل، وزوجتي موظفة تتقاضى ما نسبته ٦٠٪ من معاشها الشهري، علي دفع الفواتير المستحقة والتزامات أخرى واحتياجات أطفال، هناك الكثير من الناس لا تملك ثمن رغيف الخبز، وآخرون لا يملكون المال لشحن الكهرباء، أين نحن؟
ومن زاوية أخرى ارتأت مؤسسةُ يوحنا بولس الثاني مساعدةَ بعضِ العائلاتِ الأكثرِ احتياجا في المدينة بطرق ٍمختلفة ، وقررت الإبقاءَ على موظفيها في الجانبِ الحرَفي رغم تدني مستوى المبيعات ، فكان مركزْ بيشيريللو المكانَ الدافئ الذي احتضنَ هذه الشريحة من أبناء ِ بيتَ لحم وقتَ الشدة.
الأب ابراهيم فلتس الفرنسيسكاني
مستشار حراسة الأراضي المقدسة
هذا المشروع هو أحد مشاريع مؤسسة يوحنا بولس الثاني، السيراميك، وهو مشروع رائع حقا، فكل الذين يعملون هنا هم أناس لديهم احتياجات خاصة وهم بحاجة ماسة للمساعدة ، كما ترون هنا هؤلاء هم صم.
مشاريع كثيرة تقودُها مؤسسةُ يوحنا بولس الثاني كمشروع ِالحرف اليدوية ِ بخشب الزيتون أو الصدف، ومعملِ البوظة الايطالية، إضافة ً لمشروعْ كعك البنتوني الخاص بعيدِ الميلاد المجيد.
ما أضْيَقَ العيشَ لولا فُسحةُ الأملْ التي تُخففُ الألمْ ، لا سيما ونحن على عتبةِ عيد والأملِ والرجاء .
الأب ابراهيم فلتس الفرنسيسكاني
مستشار حراسة الأراضي المقدسة
من كنيسة المهد، في المكان الذي ولد فيه أمير السلام، في المكان الذي أعطى منه الأمل والفرح للعالم أجمع، كل عام وأنتم بخير، سنة مجيدة، نأمل أن تكون السنة القادمة أفضل من الحالية، نحن اليوم نحضر لعيد الميلاد وحدنا، لقد اشتقنا للحجاج، ونرفع صلواتنا ونسأل أن ينتهي الوباء ونعود للوضع الطبيعي. كل عام وأنتم بخير.
شاهد ايضا
"الشهادة في المسيحية: مسيرة إيمان نحو الحياة الأبدية"
بمناسبة إعلان قداسة شهداء دمشق، الذين ضحوا بحياتهم شهادة للحق والإيمان، نظمت حراسة الأراضي المقدسة في السادس عشر من تشرين الثاني ندوة في دير المخلص بالقدس، تحمل عنوان "الاستشهاد، علامة مسيرة في الإيمان". وتناولت الندوة أربعة محاور: الأول الشهادة في الإيمان المسيحي بحسب الكتاب المقدس، والثاني آباء الكنيسة ومفهوم الاستشهاد في المسيحية ، والثالث قصة شهداء دمشق، الأب ايمانويل رويز ورفاقه ، والرابع الشهادة في الروحانيات الفرنسيكانية والتحديات المعاصرة للمسيحيين في الأرض المقدسة .