يمكن مشاهدة الفسيفساء الغنية بالرمزية والمثيرة للتأمل، على جبل نيبو، في الأردن، في الكنيستيتن، المكرستيتن للنبيين موسى وإيلي، المجاورتين للدير الفرنسيسكاني. قبل بضعة أشهر كنا على جبل نيبو وأتيحت لنا الفرصة للقاء الفنان المشارك في إنهاء العمل الذي بدأه المهندس المعماري أسامة حمدان مع الأب ميشيل بيتشيريلو. أنطونيو فاكالوزو فنان هذه الفسيفساء كلفني بها المهندس المعماري أسامة وآباء جبل نيبو الفرنسيسكان، لأنهم كانوا يعرفونني منذ سنوات عديدة. لقد أتيت عام 1990. دعاني الأب ميشيل بيتشيريلو إلى هنا، وبدأت معه، عندما افتتح مدرسة الفسيفساء في مادبا، لتعليم وتدريب الأطفال المحليين حتى يتمكنوا في يوم من الأيام من العمل بشكل مستقل، لأن هذه الأرض غنية بالفسيفساء! في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، ترأس الأب فرانشيسكو باتون، حارس الأراضي المقدسة، القداس الإلهي وبارك الفسيفساء الجديدة المكرسة للنبي إيليا. إيليا، وهو شخصية مركزية في الديانات الإبراهيمية الثلاث، يكتسب معنى أعمق في ضوء الصراع الذي ابتليت به المنطقة منذ عام. وكما أكد الحارس في عظته، أن إيليا يمثل رمزاً للإيمان الذي لا يتزعزع والدفاع عن العدالة، ويقدم مثالاً لجميع الباحثين عن الحقيقة والسلام. الأب فرانشيسكو باتون حارس الأراضي المقدسة إن رسالة إيليا مهمة جدًا. وكما نرى في العهد القديم، فهو نبي المصالحة، والمصالحة بين الأجيال المختلفة، ونأمل أن يساعد أيضًا في المصالحة بين مختلف الناس والأديان. وقد شارك في الاحتفال الأب إبراهيم فلتس، نائب حارس الأرض المقدسة، والأب برنارد ثيلاغاراجا، حارس الدير، والأب كلاوديو بوتيني، من المعهد الكتابي الفرنسيسكاني. الأب جيوفاني كلاوديو بوتيني أستاذ المعهد البيبلي الفرنسيسكاني لقد كانت في المقام الأول مفاجأة وهدية قدمها لي رؤسائي، وهي تواجدي هنا في هذا اليوم الاستثنائي. جبل نيبو بالنسبة لي هو جبل من الذكريات، لأنني قضيت سنوات عديدة مع الأب بيتشيريلو، من عام 1975 إلى عام 1977، ودون انقطاع حتى وفاته. لذلك تغمرني الذكريات والعواطف. وحضر أيضًا العديد من ممثلي السلطات الكنسية والدبلوماسية من مختلف البلدان، مما يشهد على أهمية جبل نيبو في بناء الحوار والوحدة. المونسنيور جيوفاني بيترو دال توسو السفير البابوي في الأردن وقبرص جئت إلى هنا لأعرب عن امتناني للفرنسيسكان على العمل العظيم الذي يقومون به هنا في جبل نيبو. ليس هنا فقط، بل في كل مكان في الأراضي المقدسة، في الحفاظ على المواقع المسيحية وتشجيع السياحة المسيحية هنا في الأردن. الدكتور مصطفى نائب في مجلس النواب الأردني لقد اعتدنا على العيش كعائلة واحدة تعمل من أجل السلام، كإخوة وضد العنف. يعكس هذا الجبل حراسة الأراضي المقدسة. ونأمل أن تتم زيارة هذا الجبل المقدس والاعتراف به حقًا في جميع أنحاء العالم. الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة لقد كان يومًا جميلًا حقًا، وذلك بفضل حضور جميع هؤلاء السفراء والبرلمانيين من الحكومة الأردنية بالإضافة إلى العديد من الأشخاص الذين جاءوا لرؤية هذا المكان وأيضًا لتقدير عمل الفرنسيسكان وما هي حراسة الأرض. وما تقوم به حراسة الأرض المقدسة في جبل نيبو. وفي المساء، حضرت وزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا عناب حفل العشاء، وتسلمت خلاله هدية من يدي الأب باتون والأب عمار شاهين راهب في هذه المنطقة. ومثلت هذه اللفتة رمزًا للصداقة والتعاون بين الرهبان الفرنسيسكان الموجودين على جبل نيبو والسلطات الأردنية. الدكتورة كارلا بينيلي مؤرخة الفن – جمعية الأرض المقدسة في هذه اللحظة يجبُ علينا أن نفكرَ في الأشياءِ العديدة التي توحدُنا كبشر. إن رسالةَ الفرنسيسكان أيضًا في الحفاظِ على التراثِ الثقافي للمنطقة هي رسالةُ سلام ٍ وحوار. تعتبر الفسيفساء الجديدة لجبل نيبو عملاً فنياً ذا قيمة فنية وروحية عظيمة، وتصور أربع حلقات رئيسية في حياة إيليا النبي. انها دعوة للحجاج من جميع الأديان الذين يمكن أن يجدوا السلام ويعجبوا، مثل موسى من أعلى الجبل، بجمال الأرض المقدسة. الأب برنارد ثيلاجاراجاه حارس دير جبل نيبو – الأردن يمكن للحجاج الوصول إلى هذه العجائب وزيارتها وتصويرها. كل شيء مفتوح للسماح للجميع بالاستمتاع بهذا المكان. إنها تمثل حتى اليوم مكانًا يمكن الإعجاب فيه بالجمال والروحانية.