افتتاح المركز الثقافي والرياضي "عاصمة القيامة"
2023-07-04 13:26:52
فجرٌ جديدٌ بزغ في ثانوية تيراسنطا في البلدة القديمة في القدس، بعد انجازِ الرهبنة الفرنسيسكانية بناء بركةٍ ومجمعٍ رياضيٍ وثقافي في محيط المدرسة، وافتتاحه في الثالث من تموز، برعاية حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، وبطريرك القدس للاتين، بيير باتيستا بيتسابالا، والمانحين من الاتحاد الأروربي والوكالة الفرنسية للتنمية والقنصلية الفرنسية، حيث يُكسب هذا المجمع الرياضي الطلابَ كفايةً بدنية واجتماعية إلى جانب الدراسات العلميةِ والأدبيةِ التي توفرها المدرسة، ويعودُ بفائدةٍ كبرى على سكان البلدةِ القديمة.
الأب ابراهيم فلتس الفرنسيسكاني
نائب حارس الأراضي المقدسة
بداية هي فكرة جنونية، لم يصدقها أحد، عندما كنت أنوي عمل بركة سباحة هنا لم يصدقوني، حتى حارس الأراضي المقدسة نفسه لم يصدق، بالنسبة لي، هذه البركة مهمة جدا للبلدة القديمة في القدس وأطفالها، لـأنها تنتشلهم من الآفات السلبية في المجتمع كالمخدرات، يستحق أهل القدس وأطفالها مشروع مثل هذا.
كلُ من زارَ البلدةَ القديمة يعلم علمَ اليقين بأنه من رابعِ المستحيلاتِ بناءُ بركة سباحةٍ فيها، بسبب أزقتها الضيقة ومبانيها المتلاصقةِ والمتراكبة، ولكن الرهبنة الفرنسيسكانية لا تعترف بالمستحيل، فقد حفرت في بعض الأجزاء نحو خمسةَ عشرَ متراً تحت مستوى الشارع من أجل توفيرِ أقصى مساحةٍ ممكنة.
الأب ابراهيم فلتس الفرنسيسكاني
نائب حارس الأراضي المقدسة
صببنا في مكان لا يمكن لأحد أو لعقل إنسان أن يتخيله، كانت المسافة طويلة جدا، نتحدث هنا عن ٣٥٠ مترا، وداخل مواسير حديدية، وإذا جف الباطون فيها، كنا نضطر لفكها كلها، كان هذا عذابا، وأقرب ما يكون إلى الخيال والجنون.
لم تكن عمليةُ الحفر سهلةً أيضاً لأنها جرت في منطقةٍ أثرية، فتم الحفرُ بشكلٍ يدويٍ أحيانا، وبالفعل، تم العثور على بئرٍ وأرضية كنيسةٍ تعود إلى العصر البيزنطي وضعت محتوياتها الأثرية في متحفٍ صغيرٍ في المجمع الرياضي.
رغم جميعِ التحديات المعمارية، أفلحت الرهبنةُ الفرنسيسكانية في تشييدِ درة ٍمعماريةٍ مؤلفةًٍ من أربعِة طوابق، وتحتوي على بركة سباحةٍ طبق أحدث المواصفات الهندسية، يبلغ طولها ستة عشر متراً، وعرضُها ثمانية أمتارٍ. إضافةً لغرفةِ ساونا ، كما ويوفر المركز قاعاتٍ متعددة الاستخدامات، وملعبا خارجيا.
الأب ابراهيم فلتس الفرنسيسكاني
نائب حارس الأراضي المقدسة
تأثر الجميع بسبب جائحة كورونا، ومنهم أهالي مدينة بيت لحم، حيث يعتمد معظمهم على القطاع السياحي لكسب قوتهم، قدم العمال إلى هنا وباتوا في المدرسة، عملوا هنا ليلا ونهارا، وهذا ساعدنا في انجاز العمل، وهنا أود أن أقول شيئا، نحن لم نكن نخرج ترابا، كنا نتصفح كتاب تاريخ، وفي كل متر نختتم موسوعة في علم الإنسان والتاريخ والجغرافية.
وبطبيعة الحال استُلهم اسم المركز: المركز الثقافي والرياضي " عاصمة القيامة" من المكانةِ الدينيةِ والروحيةِ للمدينةِ المقدسة.
الأب ابراهيم فلتس الفرنسيسكاني
نائب حارس الأراضي المقدسة
القدس ليست قبرا، بل قيامة، القدس ليست عنفا، بل سلاما، القدس ليست عبودية، بل حرية، القدس ليست إهانة، بل كرامة، هذه هي القدس، لذلك سيكون هناك أكبر تمثال للسيد المسيح القائم من بين الأموات، وأطلقنا اسم عاصمة القيامة على هذا المشروع.
وعند الصخرة السفلى في مشروع البناء، حرصت الرهبنة الفرنسيسكانية على وضعِ صلاة مؤسسها القديس فرنسيس الأسيزي، "يا رب استعملني لسلامك"، في معلمٍ جديدٍ على درب العطاء الطويل لأتباع الرهبنة الفرنسيسكانية يعود لثمانمائة عام، من أجل النهوض بالمجتمعات المحلية حيثُما وجدوا.
شاهد ايضا
"الشهادة في المسيحية: مسيرة إيمان نحو الحياة الأبدية"
بمناسبة إعلان قداسة شهداء دمشق، الذين ضحوا بحياتهم شهادة للحق والإيمان، نظمت حراسة الأراضي المقدسة في السادس عشر من تشرين الثاني ندوة في دير المخلص بالقدس، تحمل عنوان "الاستشهاد، علامة مسيرة في الإيمان". وتناولت الندوة أربعة محاور: الأول الشهادة في الإيمان المسيحي بحسب الكتاب المقدس، والثاني آباء الكنيسة ومفهوم الاستشهاد في المسيحية ، والثالث قصة شهداء دمشق، الأب ايمانويل رويز ورفاقه ، والرابع الشهادة في الروحانيات الفرنسيكانية والتحديات المعاصرة للمسيحيين في الأرض المقدسة .