يسوع يسير بجانبكم

2022-04-11 06:47:55
رسالة عيد الفصح 2022- عمّاوس الأب فرانشيسكو باتون الفرنسيسكاني، حارس الأراضي المقدسة. الأصدقاء الأعزاء، نحن متواجدون الأن في بلدة عمواس، البلدة التي شهدت على ظهور المسيح القائم في مساء الفصح لتمليذين كانا عائدين من القدس في حالة من الإحباط وخيبة الأمل. تذكرنا عمواس برحلة الحياة، برحلة التاريخ وأيضًا رحلة الكنيسة، خاصة في هذا الوقت الذي يدعونا فيه البابا فرنسيس جميعًا إلى السينودوس والذي يعني"السير معًا". إن الفصح هو مناسبة خاصة جداً إذ يقدم يسوع ذاته لنا لنكتشف أنه يسير معنا وبرفقتنا. على مثال تلميذي عماوس، يمكن أن نمر في خبرات من الإحباط وخيبة الأمل بسبب ظروف الحياة التي نمر بها: فكما يبدو أن العالم قد انغمس في دوامة من العنف والموت لا نهاية لهما، والكنيسة لم تعد غريبة أو بعيدة فقد شهدت على العديد من الفضائح والإنقسامات التي برزت في الأونة الأخيرة أو لأن أحلامنا وجهودنا من أجل الخير والصالح العام قد تحطمت على صخرة اللامبالاة وظروف الحياة السلبية وعدم اتفاقنا نحن كبشر. يسوع القائم ما زال يسير بجانبنا. إنه يستمع إلينا ويتيح لنا أن نعبر من القلب عن كل المرارة والإحباط والشكوك والمتاعب. يسوع القائم من بين الأموات يمشي إلى جانبنا ويصغي. ومع ذلك، في مرحلة معينة، هو الذي يبدأ في الكلام ويلومنا على قصر نظرنا. "إذا كنت تقرأ التاريخ والحاضر، وحياة الكنيسة وحياتك بدون نور كلمة الله، فكيف ستفهم معناها؟ لن تكون قادرًا على السير في هذه الحياة بثقة، ولن تكون جسراً للأمل. بدون نور عيد القيامة، ستستمر فقط في رؤية علامات الموت والفشل واليأس". هنا، في هذه القرية القديمة، توقف يسوع عند منزل كليوباس والتلميذ الآخر، المجهول في رواية لوقا، لأنه في الواقع يمثل كل واحد منّا. أعلن يسوع عن نفسه بكسر الخبز واختفى. لكن هناك الكثير من الفرح والذهول لدرجة أن الليل لم يعد يخيف كليوباس ورفيق دربه وكل واحد منّا بعد الآن. يشعر المرء بالحاجة للعودة راكضاً فوراً إلى الطريق ليعلن أن يسوع حي، وأنه قام، وأن كل شيء يجب أن يُفهم الآن من خلال نور القيامة. عيد فصح سعيدا من عمواس لكم ولعائلاتكم. أتمنى أن تدركوا الوجود السري والحقيقي ليسوع الذي يسير بجانبكم. عيد فصح سعيدا من عمواس لكل واحد منكم ولعائلاتكم. أتمنى أن تدركوا الوجود الغامض والحقيقي ليسوع يسير بجانبكم، مع كل واحد منكم. عسى نور كلمته أن ينير حتى حالات الموت والظلام وخيبة الأمل التي تضعكم على المحك في هذا الوقت. قد تساعدكم الإيماءة البسيطة المتمثلة في كسر الخبز في الأسرة كما في المجتمع، على الطاولة في المنزل كما في المذبح، مع الأصدقاء أو مع شخص غريب قد قابلتموه في الشارع على التعرف على يسوع الحاضر، يسوع الذي ينتظر دعوته إلى المائدة، يسوع الذي يقدم نفسه لنا كخبز حي مكسور ليمنح الحياة للعالم. عيد فصح سعيدا من عمواس! ليمنح الرب القائم من الموت الشجاعة لكل منكم، ويجعل الليل صافياً وليمنحكم القوة لإعلان الأمل للعالم. عيد فصح سعيدا !
"الشهادة في المسيحية: مسيرة إيمان نحو الحياة الأبدية"

بمناسبة إعلان قداسة شهداء دمشق، الذين ضحوا بحياتهم شهادة للحق والإيمان، نظمت حراسة الأراضي المقدسة في السادس عشر من تشرين الثاني ندوة في دير المخلص بالقدس، تحمل عنوان "الاستشهاد، علامة مسيرة في الإيمان". وتناولت الندوة أربعة محاور: الأول الشهادة في الإيمان المسيحي بحسب الكتاب المقدس، والثاني آباء الكنيسة ومفهوم الاستشهاد في المسيحية ، والثالث قصة شهداء دمشق، الأب ايمانويل رويز ورفاقه ، والرابع الشهادة في الروحانيات الفرنسيكانية والتحديات المعاصرة للمسيحيين في الأرض المقدسة .