أصوات أمل تحت ظل سيدة فلسطين

2024-10-28 11:40:05
في يوم ٍ يشعُّ بالأملِ والنور، رغم الظلالِ الثقيلة التي تُلقيها الحربُ على غزة، ترأس الكاردينال بيير باتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، قداسا مهيبا في السادس والعشرين من تشرين الأول في مزار دير رافات، احتفالًا بعيد مريم العذراء، سيدة فلسطين، واستنجادا بشفاعتِها. جاء هذا الاحتفال ليحملَ في طياتِه رسالةَ صمودٍ وتضرع ٍفي وجه واقع ٍمؤلم ٍتعانيه الأرضُ المقدسة، حيث حالت العقباتُ السياسيةُ والقيودُ الأمنيةُ دون وصول ِالكثيرِ من المسيحيين الذين كانوا يتطلعون للقاءٍ روحي يُغذي أرواحَهم ويمنحُهم القوة. الكاردينال بيير باتستا بيتسابالا بطريرك القدس للاتين منذ زمن طويل، وليس مجرد عام واحد، بل كان العام الماضي فظيعًا. من غزة إلى الناصرة والضفة الغربية والقدس، نعاني كثيراً بسبب الحرب. الصلاة مهمة لأنها لا تغير ربما السياسة، لكنها تغير قلوبنا. ونحن بحاجة إلى الحفاظ على قلوبنا خالية من كل هذا التلوث بالكراهية والانتقام والعنف، وهذه هي اللحظة والمكان المناسبين لذلك. عبد المسيح يونان مكتب التنسيق التابع لبطريركية القدس للاتين لمزار دير رفات طابع خاص في كل عام، ويعطي اسمه معنى خاصا لحضورنا المسيحي، نحن متجذرون في هذه البلاد، ونحمل رسالة أمل بأن العذراء مريم تحمي هذه البلاد، إن عيد سيدة فلسطين هو رسالة للعالم أجمع بأننا متجذرون في هذه البلاد رغم الأوضاع الأمنية السيئة، فنحن هنا باقون. اتشح مزارُ دير رافات هذا العام بروح ٍاستثنائية، إذ امتلأ بأصواتِ طلاب وطالباتِ المدارس المسيحية في الأراضي المقدسة، حيث توحدت صلواتُهم وأحلامُهم تحت ظلِ العذراء، معبرةً عن رسالةٍ قوية بأن أرضَنا المقدسة لا تزالُ تحمل في أبنائِها الأمل، وأن أصواتَهم الشابة ستظلُ تنادي بالسلام ِ والحرية، مهما تعاظمت القيود. لبيب أبو غرفة مدرسة تيراسنطا - القدس نطلب من العذراء مريم أن يحل السلام في العالم، وليس فقط في فلسطين، حتى الطلاب الذي في سني، أي في الصف التاسع لا يستطيعون عيش الحياة، إنهم يعيشون حروبا ودمارا، وفقدوا مدارسهم وتعليمهم، فقد العديد منهم أهاليهم وأصبحوا أيتاما، أطلب من العذراء أيضا أن تتشفع لنا، فيحل السلام على بلادنا، وتنظر بعين العطف على أبنائها. روان حزبون مدرسة تيراسنطا - القدس يا رب، نصلي كي يكون هذا الطلب خاصا، أن تكون أبواب السماء مفتوحة لنا، أن يتحقق السلام من أم السلام وعن طريق ابنها أمير السلام. في عيد مريم العذراء سيدة فلسطين، رفعَ المسيحيون الذين ينفردون بهذا الاحتفال دوَن سواهم من المسيحيين في العالم، أدعيتَهم اليها، ليذكروها بانها ابنةُ بلدِهم، ابنةُ الجليل والناصرة والقدس، لعلها تستعجلُ استمطارَ الرحمةِ الإلهية!
"الشهادة في المسيحية: مسيرة إيمان نحو الحياة الأبدية"

بمناسبة إعلان قداسة شهداء دمشق، الذين ضحوا بحياتهم شهادة للحق والإيمان، نظمت حراسة الأراضي المقدسة في السادس عشر من تشرين الثاني ندوة في دير المخلص بالقدس، تحمل عنوان "الاستشهاد، علامة مسيرة في الإيمان". وتناولت الندوة أربعة محاور: الأول الشهادة في الإيمان المسيحي بحسب الكتاب المقدس، والثاني آباء الكنيسة ومفهوم الاستشهاد في المسيحية ، والثالث قصة شهداء دمشق، الأب ايمانويل رويز ورفاقه ، والرابع الشهادة في الروحانيات الفرنسيكانية والتحديات المعاصرة للمسيحيين في الأرض المقدسة .