عندما يصلي مليون طفل المسبحة الوردية، يتغير العالم
2024-10-18 07:12:31
في وقتٍ تئن فيه قلوبُ أطفالِ غزة تحتَ وطأةِ الحرب وآلامِها، توحدت أصواتُ مليون طفل حول العالم استجابةً لنداءِ قداسة البابا فرنسيس ومبادرةِ هيئةِ مساعدةِ الكنيسة المتألمة، مصلين المسبحة الوردية من أجل ِالسلام. وفي مدينةِ القدس اجتمع نحو ٣٠٠ طفلًا من مدرسة تيراسنطا ليرفعوا صلواتِهم وأدعيتِهم من أجل ِسلام ٍعادل ٍوشامل ٍفي وطنِهم والعالم أجمع، حيث امتزجت صلواتُهم بدموع ِالأمل، لتلامسَ قلوبًا تطلبُ الرحمةَ والسكينة، فتسري كرسالةِ حبّ ٍوتضامنٍ من عاصمة ِالسماء لكل ِطفلٍ يتألمُ، ولكل ِقلبٍ صغير ٍينبضُ بالخوفِ والأمل معا.
الأب إبراهيم فلتس الفرنسيسكاني
نائب حارس الأراضي المقدسة
صلى الأطفال هنا لأطفال غزة الذين تحت الأنقاض، لأطفال غزة اليتامى، للأطفال الذين يموتون من الجوع، ومن العطش، ومن البرد والحر، صلوا لكل أطفال العالم، صلوا لأطفال لبنان، لأطفال الضفة الغربية، ولكل طفل في العالم يعاني من ويلات الحرب والدمار والحقد والكراهية والانتقام.
طالبة في مدرسة تيراسنطا القدس
قدمنا اليوم إلى الكنيسة من مدرسة تيراسنطا الابتدائية والثانوية لنصلي المسبحة الوردية ونطلب من الله أن يعطينا السلام، وخاصة لأطفال لبنان وأطفال غزة، الذين يتعذبون جراء الحرب، وحرموا من مدارسهم وبيوتهم، وهم مشردون اليوم في الشارع، نطلب من الله أن يعطينا السلام، وأن تتوقف الحرب، ونحن من القدس عاصمة السلام، نطلب من الله السلام لكل العالم.
طالب من مدرسة تيراسنطا
نطلب من مريم العذراء أن تساعدهم، أن تعيدهم لمنازلهم ومدارسهم، نتمنى أن يعم السلام في جميع أنحاء العالم.
هنا، حيث يشتدُ الألم وتثقلُ الهموم، تضيءُ الصلاةُ دربًا نحو الأمل، وتفتحُ أبوابًا من نورٍ وسلام. وكما قال الأب إبراهيم فلتس، نائبُ حارس الأراضي المقدسة في كلمتِه: الصلاة قوةٌ تتجاوزُ الحدودَ والحواجز، قوةٌ ترفعُ الأيادي وتفتحُ القلوبَ، لتظلَ الأرضُ المقدسة رمزًا للإيمان والشجاعة، هنا يُولد الأملُ في كلِ صلاة، ويتجددُ السلامُ في كل رجاء.
طالبة في مدرسة تيراسنطا القدس
طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون، أوصانا السيد المسيح أن نحافظ على السلام وأن نحاول تحقيقه في بلادنا وخاصة في فلسطين، حتى في نشيد المدرسة الذي ننشده كل يوم صباحا، نقول: أرضك وطني، نور الفجر، نحيا دوما لثرى الوطن، عهدا حبك روحي، فخر باقي فوق الفخر، أننا ندعو للسلام في هذا النشيد.
طالب من مدرسة تيراسنطا القدس
خلقنا الله على صورته ومثاله، وأعطانا صفاته، منها المحبة والسلام، لذلك يجب أن تنعم كل بلاد العالم بالسلام والمحبة، أن يعيش الجميع بمحبة وخاصة هنا في الشرق الأوسط وبلادنا فلسطين، نطلب من مريم العذراء أن تشفع لنا ليحل علينا السلام، وأن تقبل صلاتنا لحلول السلام والمحبة في العالم بأسره.
وخلال ندائِه أطفالَ العالم للصلاةِ من أجل السلام، عبر قداسة البابا فرنسيس عن قلقِهِ حيالَ ما يجري في الشرق الأوسط، وجدد دعوتَه بوقفٍ فوري لإطلاق ِالنار لأن الحربَ هي خسارةٌ للجميع.
الأب إبراهيم فلتس الفرنسيسكاني
نائب حارس الأراضي المقدسة
أثق بأن العذراء مريم ستصغي لهؤلاء الأطفال، لأن قلبهم أبيض ونظيف، قلبهم أبيض، صلوا من كل قلبهم، نأمل أن تسمع العذراء مريم صلاتنا وأن تشفع لنا، وأن يتحقق السلام المنشود.
شاهد ايضا
"الشهادة في المسيحية: مسيرة إيمان نحو الحياة الأبدية"
بمناسبة إعلان قداسة شهداء دمشق، الذين ضحوا بحياتهم شهادة للحق والإيمان، نظمت حراسة الأراضي المقدسة في السادس عشر من تشرين الثاني ندوة في دير المخلص بالقدس، تحمل عنوان "الاستشهاد، علامة مسيرة في الإيمان". وتناولت الندوة أربعة محاور: الأول الشهادة في الإيمان المسيحي بحسب الكتاب المقدس، والثاني آباء الكنيسة ومفهوم الاستشهاد في المسيحية ، والثالث قصة شهداء دمشق، الأب ايمانويل رويز ورفاقه ، والرابع الشهادة في الروحانيات الفرنسيكانية والتحديات المعاصرة للمسيحيين في الأرض المقدسة .