شهادة إيمان من أرض البشارة والميلاد

2024-10-02 11:51:36
تجسدُ عائلةُ حزبون من بيت لحم قصةَ إيمانٍ لا يتزعزع، وعطاءٍ لا حدودَ له، حيث تركَ الجد عبدالله حزبون بصمةً لا تمحى في ذاكرة ِالمدينة بتبرعِه السخي ببناءِ وهندسةِ مدخل ِكنيسة مغارة ِالحليب الواقعة على بعدِ خطواتٍ قليلة من كنيسةِ المهد، ليبنيَ حفيدُه كمال من بعِده " الكنيسة الفلسطينية" في حقل ِالرعاة في بيت ساحور التابع لحراسة الأراضي المقدسة، وذلك ضمنَ مشروعِ بناءِ عشرِ كنائس في الموقع. ولكن شاءت الأقدارُ أن ينتقلَ كمال حزبون إلى الأمجادِ السماوية قبل أن يبصرَها. نايف موج ممثل المانح المرحوم كمال حزبون للكنيسة الفلسطينية في بيت لحم كان المبلغ المراد التبرع به قليلا مقارنة مع تكاليف بناء كنيسة، ولكن قلت في نفسي أسأل المانح كمال أنطون حزبون أولا، ربما أحب فكرة إكمال مشوار جده والتبرع بمبلغ أكبر، وبالفعل اتصلت به هاتفيا، وبدون أي تردد أعرب عن استعداده التام لبناء هذه الكنيسة كونها مشروعا حيويا لمدينتي بيت لحم وبيت ساحور. الأب طوني شكري الفرنسيسكاني وكيل حراسة الأراضي المقدسة في الحقيقة ربما هي الكنيسة الأولى في البلاد التي تقدم من قبل إنسان فلسطيني، وميزة هذه الكنيسة أنها تذكرنا بالبشارة التي أعطيت للرعاة لأهل هذه البلد، ومنها انطلقت للعالم، الكنيسة الفلسطينية هي تعبير عن إيمان الناس الراسخ في الله، وعن تعلقهم في أرضهم وبالرسالة التي أعطيت لهم منذ تلك الأيام، وعلاقتها الراسخة بحراسة الأراضي المقدسة. وفي السابع والعشرين من أيلول، أقامت حراسةُ الأراضي المقدسة قداس وجنازَ الثالث والسابع عن راحة ِ نفسِ المانح كمال أنطون حزبون، وذلك في الكنيسةِ الفلسطينية في حقلِ الرعاة. ترأس القداس وكيلُ حراسة الأراضي المقدسة، الأب طوني شكري، الذي عدّدَ في عظتِه مناقبَ الفقيد في بناءِ جسورٍ من المحبة وعدم ِاكتفائِه ببناءِ الحجر، مؤكدا أن الإيمانَ الراسخ يعمرُ الأرضَ مثلما يعمرُ القلوب. روكسانا حنضل من بيت لحم خالي كمال حزبون رحمه الله ولد وعاش طفولته في مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح له المجد، من المحزن أنه لم يتمكن من القدوم لافتتاح ورؤية هذه الكنيسة ولكن هذه مشيئة الله، تبقى هذه الكنيسة ذكرى له، ويجب علينا جميعا أن نكمل هذه المسيرة التي قام بها كمال لشعبه ووطنه وبلده ومدينته بيت لحم. الأب طوني شكري الفرنسيسكاني وكيل حراسة الأراضي المقدسة أفكر بماذا يمكن للإنسان أن يكون غنيا؟ بالأشياء المادية التي يتركها في هذه الأرض ؟، بالتأكيد لا، يكون غنيا بالأشياء التي يمكنه حملها معه والتي تدوم، وهي الخير والسمعة الحسنة التي يتركها بين الناس. يسأل الرب من أنا بالنسبة لكم، الله بالنسبة لنا هو ملك حياتنا، وجوابنا الحقيقي والملموس على هذا السؤال والتعبير عنه هو هذه الكنيسة التي بناها المحسن كمال حزبون والتي يدعو من خلالها العالم لتجديد إيمانهم بالله وثقتهم به.
"الشهادة في المسيحية: مسيرة إيمان نحو الحياة الأبدية"

بمناسبة إعلان قداسة شهداء دمشق، الذين ضحوا بحياتهم شهادة للحق والإيمان، نظمت حراسة الأراضي المقدسة في السادس عشر من تشرين الثاني ندوة في دير المخلص بالقدس، تحمل عنوان "الاستشهاد، علامة مسيرة في الإيمان". وتناولت الندوة أربعة محاور: الأول الشهادة في الإيمان المسيحي بحسب الكتاب المقدس، والثاني آباء الكنيسة ومفهوم الاستشهاد في المسيحية ، والثالث قصة شهداء دمشق، الأب ايمانويل رويز ورفاقه ، والرابع الشهادة في الروحانيات الفرنسيكانية والتحديات المعاصرة للمسيحيين في الأرض المقدسة .