إشراقة إيمان من قلب بيت لحم
2024-09-02 10:58:59
في أجواءٍ ملؤها الروحانية والخشوع، امتلأت كنيسةُ دير الكرمل في بيت لحم بأصواتِ الترانيم وصلواتِ المؤمنين القادمين من مختلفِ أرجاء الأراضي المقدسة احتفالا بعيدِ القديسة مريم بواردي، المعروفة أيضا باسم مريم ليسوع المصلوب، وانطلاق السنة التحضيرية لمرور مائةٍ وخمسين عاما على تأسيسِ الدير. ترأس القداس الاحتفالي الأب ساندرو توماسيفيتش، مستشارُ حراسة الأراضي المقدسة، بحضورِ عددٍ من كهنةِ الإكليريكية والمكرسين وراهبات دير الكرمل الحبيسات، وذلك في السادس والعشرين من آب في دير الكرمل في بيت لحم.
الأب ساندرو توماسيفيتش
مستشار حراسة الأراضي المقدسة
احتفلنا بإطلاق السنة التحضيرية لمرور مائة ٍوخمسين عاما على تأسيس الدير، إن يسوع نفسَه هو من أراها كيف تبني هذا الدير، كانت تتكلمُ مع القديسين دائما، كلُ من يأتي إلى هنا يشعرُ بحضورِ القديسة وفرحِها، جميعنا مدعوون للقداسة، كانت دائما تستخدمُ هذه المقولة، لقد سلمت حياتها لله في كلِ لحظاتِ حياتِها، كانت تنادي الروحَ القدس دائما، لذلك فإن رسالتَها مهمة جدا، ونطلب بشفاعتِها السلامَ للأراضي المقدسة.
كما أضاءت مشاركةُ الرهبنة العلمانية الثالثة في القداس الاحتفالي أهميةَ دورِها في نشرِ رسالة المسيح، مما أضفى على القداس نكهةً خاصة من المحبةِ والإخلاص.
سعاد حنضل
بيت لحم
أفتخر بكل تأكيد بانضمامي للرهبنة الثالثة، في دير الكرمل في بيت لحم لأن دير الكرمل، مكان مميز جدا في مدينة بيت لحم، وله مكانة خاصة، ينال كل شخص يزور هذا الدير الهدوء والسكينة والسلام، يعطيك المكان احساسا بالطمأنينة رغم الظروف الصعبة التي نمر بها والصراخ الذي نسمعه كل يوم. إن انضمامَنا للرهبنة يعطينا عمقا روحيا أكبر، لنفهم الحياة المسيحية وحياة الرهبنة، الرهبنة العلمانية تساعد أكثر في التعمق في الروحانية الكرملية ولكن أكثر من ناحية اجتماعية مع المجتمع.
وفي عظتِه أشار الأب ساندرو إلى دورِ القديسة مريم في تعزيزِ الإيمان من خلالِ حياتِها البسيطة والمليئة بالتضحيات، وكيف أن حبَّها العميق للمسيح وشغفَها بالصلاة جعلاها قدوةً لكلِ من يسعى للتقربِ من الله.
الأخت فريال قراعة
الراهبات الكرمليات في بيت لحم
كثيرا ما نرى وجود القديسة مريم مع الناس، كم تصنع من المعجزات، وكيف تدعوهم للقدوم للكنيسة والرجوع لأبينا الآب بمعونة الروح القدس، أنا شخصيا اختبرت دعوة القديسة لي للقدوم إلى هذا الدير، وهي تعطيني القوة للعمل في هذا المكان لأجلها ولأجل الناس في بلدي، لأجل فلسطين، شعرنا حب القديسة من خلال الحضور الكبير للمؤمنين في هذا القداس، شعرنا كم هم قريبون منا، كما نحن دائما قريبات منهم، لأن الراهبات الكرميليات الحبيسات يحتضنَّهم دائما في صلواتهن.
الأخت فريال قراعة
الراهبات الكرمليات في بيت لحم
رسالة مريم من داخل دير الكرمل الذي بنته هي رسالة محبة وسلام، فعندما طلب منها السيد المسيح بناء هذا الدير في بيت لحم، قال لها أن اسم هذا الدير سيكون الفرح والسلام، من هنا وبعد هذا القداس نبعث لكم رسائل الفرح والسلام من قلوبنا وصلاتنا، بحضور هذا الجمع الذي صلى معنا اليوم، ليصل لكل واحد منكم، وكل من يحتاج سلام في قلبه ووطنه وعائلته.
تذكرُنا القديسة مريم بواردي، ابنةُ الأرض المقدسة في عيدِها، بأن القداسةَ نعمة ٌ ليست بعيدةَ المنال لمن تحلى بالإرادةِ للسيرِ على خطى الرب.
شاهد ايضا
"الشهادة في المسيحية: مسيرة إيمان نحو الحياة الأبدية"
بمناسبة إعلان قداسة شهداء دمشق، الذين ضحوا بحياتهم شهادة للحق والإيمان، نظمت حراسة الأراضي المقدسة في السادس عشر من تشرين الثاني ندوة في دير المخلص بالقدس، تحمل عنوان "الاستشهاد، علامة مسيرة في الإيمان". وتناولت الندوة أربعة محاور: الأول الشهادة في الإيمان المسيحي بحسب الكتاب المقدس، والثاني آباء الكنيسة ومفهوم الاستشهاد في المسيحية ، والثالث قصة شهداء دمشق، الأب ايمانويل رويز ورفاقه ، والرابع الشهادة في الروحانيات الفرنسيكانية والتحديات المعاصرة للمسيحيين في الأرض المقدسة .