مزارات الجلد

2021-03-24 16:49:31
هذا الأسبوع يقام حج الصوم الأربعيني في قلب مدينة القدس القديمة، في بداية طريق الآلام. يضع التقليد المسيحي هنا مرحلتين من آلام يسوع: الجلد والحكم عليه بالموت. المزاران اللذان يذكران بهذه الأحداث هما عبارة عن المباني المرفقة للدير الفرنسيسكاني، مقر معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني. الأب كلاوديو بوتِّيني الفرنسيسكاني معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني من يمر بطريق الآلام لا يمكنه إلا أن يقابل، شاء أم أبى، مبنى ملحوظاً إلى حد ما مقابل المدرسة الحكومية، مدرسة إبتدائية. بإتجاه الشمال يوجد مبنى كنيسة الجلد. الأب كلاوديو بوتِّيني الفرنسيسكاني معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني تعود أصول كنيسة الجلد الصغيرة إلى العصور الوسطى، مثل جميع التقاليد التي تحدد هنا اللحظات المركزية لآلام يسوع. كان في الجسمانية يصلي، وهناك تم إعتقاله ومن ثم تم نقله إلى ما كان يجب أن يكون قلعة أنطونيا، الموجودة هنا أيضاً، لأنه في نهاية القرن التاسع عشر تم العثور على أرضية رومانية قديمة بعد زمن يسوع والتي أطلق عليها إسم "ليتوس تروتوس" وتعني "الأرضية المرصوفة بالحجارة": الفناء الذي من المفترض أنه جرت فيه محاكمة يسوع. يعود بناء كنيسة الجلد في الأصل إلى الصليبيين في القرن الثاني عشر وتم التخلي عنها لاحقاً. وفي عام ١٨٣٨، قام الفرنسيسكان بشرائها وإعادة فتحها. وقد قام المهندس المعماري بارلوتّسي بترميمها في عام ١٩٢٩ مع الحفاظ على طراز العصور الوسطى والمحافظة على الجدار الأصلي لربطه بطريقة ما بالتقليد القديم. النوافذ الزجاجية الملونة لكامبلّوتّي تصور حكم بيلاطس وجلد يسوع وإطلاق سراح بارأباس. كما يوجد على قبة الكنيسة الصغيرة رسم يمثل إكليل الشوك. الأب كلاوديو بوتِّيني الفرنسيسكاني معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني في كنيسة الحكم، نجد ليس فقط أرضية من العصر الروماني، حتى ولو كانت بعد زمن يسوع، ولكن أيضاً تم الحفاظ على جزء من المبنى. في أواخر القرن التاسع عشر أزيلت جميع الأنقاض والأبنية الفوقية وبنى الفرنسيسكان مزارا صغيرا للحكم وذلك في عام ١٩٠٤. لقد أعاد الأب ويندلين هينتركوزر Wendelin Hinterkeuser بني مزار الحكم في عام ١٩٠٤ على أنقاض كنيسة تعود للقرون الوسطى. إسم الكنيسة القديمة غير معروف. حصل المزار على الإسم من أرضية ذات البلاط الكبير والتي تمتد أيضاً تحت بناء مزار "إكّو هومو" القريب، والذي يشكل جزءا من "لتوس تروتوس"، حيث أقام بلاطس مقعده للحكم على يسوع والذي منه خرج يسوع حاملاً الصليب. رجل – إيطالي الأب كلاوديو بوتِّيني الفرنسيسكاني معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني لم تحافظ المزارت على الذكريات القديمة فحسب، بل وضعت أيضاً ذكريات لاحقة، كانت في فكر العبادة المسيحية. وهكذا نجد في مزار الحكم تمثالين جميلين من الخشب: "إكّو هومو" ويصور يسوع مكللاً بالأشواك وتقديمه للشعب، وتمثال يسوع يأخذ الصليب ويحمله على كتفيه. داخل الكنيسة الصغيرة يمكن إيجاد تمثال آخر لقد صنعته عائلة كارتونيا ساكوينيا، وهي عائلة مشهورة في أواخر عام ١٨٠٠. فكرته جاءت من الفكر الصوفي المسيحي، حيث يصور يوحنا الإنجيلي، التلميذ الحبيب، ومريم المجدلية يرفعان منديلاً لمنع العذراء مريم بطريقة ما من رؤية جسد يسوع مجلوداً ومجروحاً. الأب كلاوديو بوتِّيني الفرنسيسكاني معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني هذا المشهد تم تصويره من التقليد الروحي المسيحي: حيث نجده في كتاب الصلوات للعذراء مريم المنسوب للقديس بونافينتورا. هذان الحدثان المرتبطان بآلام يسوع وهما عزيزان على قلوب الحجاج، الذين ينطلقون من هنا بالتحديد لبدء درب الصليب. مقابل المدخل يوجد أيضاً متحف الوسائط المتعددة، الذي يقدم طريق الآلام – درب الصليب – والمتحف الذي يحتوي على المجموعات الأثرية لمعهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني. معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني هو مؤسسة علمية للبحث والتعليم الأكاديمي للكتاب المقدس وعلم الآثار في البلدان التوراتية. إبتكرته حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكانية في عام ١٩٠١ ويعمل بشكل مستمر منذ عام ١٩٢٤. قامت مجموعة قيمة من علماء الآثار، الذين سنخصص لهم برنامجاً خاصاً، بتنظيم العديد من حملات التنقيب في أوقات مختلفة وإعادة إكتشاف أهم الأماكن المقدسة في الأراضي المقدسة. في العرض العلمي في معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني نجد العلم والإيمان يلتقيان. الأب كلاوديو بوتِّيني الفرنسيسكاني معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني لإثبات أن الإيمان لا يخاف من العلم: إنهما مختلفان ولكنهما غير متعارضين من حيث التفكير والتأمل. من أعطى الإنسان الذكاء هو الذي عرض عليه الإيمان. نحن لسنا بغرف معزولة. لا يمكن للعلم والإيمان أن يخطلتا ولكنهما طريقتان للنظر إلى الحقيقة: الحقيقة التي تفوقنا جميعاً، الحقيقة الإلهية، ولكن أيضاً الحقيقة الإنسانية. إنه الإيمان الذي يقودنا إلى تذكر آلام وموتِ وقيامة يسوع في الأماكن التي حدثت فيها. في الأسبوع الرابع من الصوم الأربعيني، وصل حج حراسة الأراضي المقدسة إلى كنيسة الجلد، حيث ترأس القداس الإلهي الأخ ألّيساندرو كونيليو، سكرتير معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني، بينما ألقى العظة الأب لوكاس بوبكو الدومينيكاني الذي رافق حج الصوم الأربعيني. في الأسبوع التالي أي الخامس من الصوم الأربعيني، تحول الإنتباه على بعد أمتار قليلة فقط: هذه المرة ترأس الأحتفال الأب جريجور جيجير، برفقة الأب انريكيه بيرميخو، رئيس الدير، بحضور رهبان حراسة الأراضي المقدسة وكهنة ومكرسين محليين. كما ألقى الأب فريديريك مانس عظته داخل كنيسة الحكم. حدثان قريباً جداً من بعضهما البعض في رواية آلام يسوع، قبل أيام قليلة من بداية الأسبوع المقدس.
"الشهادة في المسيحية: مسيرة إيمان نحو الحياة الأبدية"

بمناسبة إعلان قداسة شهداء دمشق، الذين ضحوا بحياتهم شهادة للحق والإيمان، نظمت حراسة الأراضي المقدسة في السادس عشر من تشرين الثاني ندوة في دير المخلص بالقدس، تحمل عنوان "الاستشهاد، علامة مسيرة في الإيمان". وتناولت الندوة أربعة محاور: الأول الشهادة في الإيمان المسيحي بحسب الكتاب المقدس، والثاني آباء الكنيسة ومفهوم الاستشهاد في المسيحية ، والثالث قصة شهداء دمشق، الأب ايمانويل رويز ورفاقه ، والرابع الشهادة في الروحانيات الفرنسيكانية والتحديات المعاصرة للمسيحيين في الأرض المقدسة .