ابن الله تجسّد هنا في ظلمة العالم
2022-12-20 10:10:15
الأصدقاء الأعزاء، نلتقي من جديد هذا العام عند مغارة بيت لحم.
هذا هو المكان الذي ولِدَ فيه الطفل يسوع، ابن الله صار طفلاً.
لوقا الإنجيلي يخبرنا، أن مريم أنجبت الطفل يسوع وقمطته ووضعته في المذود.
في ليلة عيد الميلاد نحتفل بسر عظيم ألا وهو تجسّد ابن الله الذي صار طفلاً، وصار منّا، وصار أخانا مانحاً إيانا إنسانية جديدة كلنا إخوة وأخوات.
هنا تجسّد ابن الله وسط ظلمة العالم، في ظلام الإنسانية البائسة ليمنحنا وجها إنسانيا.
هنا في مغارة بيت لحم يمكننا أن نتخيل مشهد ميلاد يسوع. يمكننا أن نتخيل مريم وهي تنجب يسوع. عاريا، جائعا غير محمي على مثالنا نحن البشر لحظة ميلادنا. قامت مريم بغسله وقمطته لتحميه من برد الشتاء وغمرته بحبها وحنانها مرضعة إياه، وفي النهاية وضعته في المذود أمام أنظار يوسف المندهشة.
إن هذا المشهد يأسرني بكليتي ولا أجد ذاتي إلا منحنيا أمامه وكلي رغبة في تقديم العبادة لهذا الطفل.
إلا أنني أعلم أيضاً جيداً أن عيد الميلاد يحمل بطياته معاني أكثر من ذلك بكثير. لأن هذا الطفل بالتحديد هو الذي يذكرني بمدى أهمية - الاحتفال حقًا بقدومه إلى العالم - أن أحني ركبتي مرحباً به لكونه يقدم نفسه لي في سر الفقراء، في سر طفل صغير، في شخص ليس لديه مغارة يلجأ إليها، ولا القليل من القش للاستلقاء عليه ولا دفء المودة التي تشعر بها في المنزل.
أصدقائي الأعزاء، أنتم أيضاً حاضرون في هذه الليلة المقدسة في مغارة الميلاد أمام المذود، أمام الطفل يسوع.
أصدقائي الأعزاء، كونوا على مثال الرعاة والمجوس في مسير وفي حج لزيارة الطفل يسوع وعبادته.
أصدقائي الأعزاء، في هذا الميلاد، نصلي ليمنحنا طفل بيت لحم، يسوع، إنسانية حقيقية أصيلة.
ولد المسيح... هللويا
شاهد ايضا
"الشهادة في المسيحية: مسيرة إيمان نحو الحياة الأبدية"
بمناسبة إعلان قداسة شهداء دمشق، الذين ضحوا بحياتهم شهادة للحق والإيمان، نظمت حراسة الأراضي المقدسة في السادس عشر من تشرين الثاني ندوة في دير المخلص بالقدس، تحمل عنوان "الاستشهاد، علامة مسيرة في الإيمان". وتناولت الندوة أربعة محاور: الأول الشهادة في الإيمان المسيحي بحسب الكتاب المقدس، والثاني آباء الكنيسة ومفهوم الاستشهاد في المسيحية ، والثالث قصة شهداء دمشق، الأب ايمانويل رويز ورفاقه ، والرابع الشهادة في الروحانيات الفرنسيكانية والتحديات المعاصرة للمسيحيين في الأرض المقدسة .